في غضون 6 سنوات على الأكثر يتوقع خبراء صناعة التأمين تراجع حجم أقساط التأمين على السيارات عالمياً بقيمة لا تقل عن 20 مليار دولار سنوياً، بسبب التوسع في استخدام "سيارات الإنترنت" المزودة بنظام ADAS حيث يتخلى السائق عن الجزء الأكبر من مسؤولية القرارات التي يتخذها أثناء قيادته وينقل هذه المسؤولية للسيارة، مع ميزات مثل التحذير من مغادرة حارة السير والتحكم عن بعد فى ركن السيارة، وأجهزة الاستشعار لإبطاء أو إيقاف المركبات لتجنب اصطدامها مما يقترب بنا إلى مستقبل سيارات ذاتية القيادة.

وقد تم تصميم تقنية الـــ ADAS لجعل أنظمة السيارات أوتوماتيكية وكذلك زيادة السلامة على الطرق وتركز أكثر أنواع ADAS شيوعاً فى السوق حالياً على تجنب الاصطدام من خلال تحذير الاصطدام الأمامي وإمداد السائق بمعلومات عن المنطقة العمياء في السيارة، بالإضافة إلى المساعدات مثل مساعدة إيقاف السيارة Parking، نظام تثبيت السرعة التكيفي والتحكم التلقائي فى الشعاع العالي.

ومن المتوقع تعزيز الاتصال بالسيارة بنظامADAS عن طريق تمكين تسليم البيانات في الوقت الحقيقي للسائق ويعتبر بمثابة خطوة رئيسية على طريق تصنيع سيارة أوتوماتيكية بالكامل وفي النهاية تحقيق القيادة الآلية بالكامل.

ومن المنتظر إن المنتجات التي تعتمد على عدد مرات قيادة السيارة ومنطقة القيادة وغيره ستمكّن شركات التأمين من تسعير المخاطر بشكل أكثر دقة مما قد يؤدي إلى تخفيض أقساط التأمين بالنسبة لشركات التأمين التي تواجه مخاطر أقل، مع العلم أنه قد تزايد الطلب على وثائق التأمين القائمة على تقنية المعلومات المزودة بها السيارة، ومن المتوقع زيادة تنوع الوثائق المتاحة وتمتد الفرص المتاحة لشركات التأمين أيضاً خارج نطاق السيارة من خلال الجمع بين بيانات السيارة والمعلومات الواردة من مصادر أخرى مثل الهواتف الذكية أو أنظمة النقل العام حيث يمكن لشركة التأمين أن تنشئ صورة أكثر اكتمالاً لاستخدام السائق لخدمات التنقل بغض النظر عن نوع وسيلة النقل التي يستخدمها كما يمهد الطريق أمام شركات التأمين لابتكار أنواع جديدة من الوثائق التي تؤمن على العميل أثناء استخدامه لكافة وسائل التنقل وليس فقط أثناء قيادته لسيارته.

وفى دراسة حديثة أشار 45 ٪ من المديرين التنفيذيين لشركات التأمين أنه بدخول السيارات ذاتية القيادة للسوق فمن المتوقع تخفيض أقساط التأمين على السيارات الشخصية.

ومع ذلك فالحكم على أثر التحول نحو السيارات عالية التقنيات يحتاج من شركات التأمين أن تكون حذرة من احتمال حدوث خسائر كبيرة غير متوقعة لا يمكن معالجتها ببساطة عن طريق توزيع المخاطر على عدد كبير من حملة الوثائق Pooling واستثمار أقساط التأمين المرتبطة بها في الأصول المالية المتاحة.