يعتبر التحليل المالي أحد الاجراءات الهامة جداً لأي منشأة أيا كان نشاطها نظراً لما يسفر عنه التحليل من تقييم لأداء هذه المنشاة.

وقد كان مفهوم التحليل المالي في بدايته دراسة وفحص وتحليل البيانات المعروضة بالقوائم المالية أو أي بيانات أُخرى متاحة، دراسة انتقادية بهدف الوصول إلى مؤشرات ونتائج تقييد الأطراف بمتابعة أنشطة المشروع وتقييم أدائه.

ومع التقدم في كل من الأساليب الكمية من ناحية والحاسبات الآلية من ناحية أُخرى، الأمر الذي أدى إلى إمكانية استخدام أساليب إحصائية ورياضية معقدة.

تطور هذا المفهوم ليصبح التحليل المالي عبارة عن دراسة القوائم المالية، وفي ظل مجموعة من البيانات الإضافية المكملة بعد تبويبها التبويب الملائم واستخدام أساليب رياضية واحصائية وذلك بغرض إبراز الارتباطات التي تربط بين عناصرها والتغيرات التي تطرأ على هذه العناصر على مدى فترة أو عدة فترات زمنية وحجم وأثر هذا التغيير على هيكل التمويل في المشروع.

أهمية التحليل المالي:

نظراً لأن المنشأة "أياً كانت" كيان لا يعمل بمعزل عن الهيئة المحيطة بها إذ تتعدد الأطراف المتعاملة معها كالمستثمرين والمستهلكين والموردين والحكومة....وغيرها، لذا فأن لكل جهة من هذه الجهات اهتمامه الخاص بهذه المنشأة من جانب مصالحه معها أو من هنا يبرز الدور الهام الذي يلعبه التحليل المالي حسبما يتراءى لكل طرف من هذه الأطراف من نتائج هذا التحليل.

وعلى الرغم من اشتراك كافة الأطراف في الاعتماد على نتائج التحليل المالي في اتخاذ قرارات مبنية على أسس واضحة إلا أن جوانب التحليل المالي تختلف حسب الجهة التي تقوم بالتحليل والهدف الذي تسعى إليه من خلاله.

وعلى الرغم من التسليم التام بأهمية التحليل بشكل عام والمنشآت المختلفة، إلا أن هذه الأهمية تتضاعف في المؤسسات المالية المنوط بها تجميع المدخرات من الأفراد بغرض إعادة استثمارها، أو بغرض تعويضهم عن أية خسائر تلحق بهم من جراء تحقق أي أخطار يتعرضون لها، تلك الوظائف التي تقوم بها البنوك وشركات التأمين، إذ أن هذه المنشآت تعمل بأموال الغير دائماً ومن هنا تبرز الأهمية المتضاعفة للتحليل المالي بها.

ونظراً لأن التزامات شركات التأمين تتجاوز ما تقوم بتحصيله من أقساط بشكل كبير(نظراً لاعتمادها على احتمال تحقق الخطر لدى البعض من الكل) لذا كان التحليل المالي ذا دور عظيم في تلك المنشآت على وجه الخصوص وهو ما أدى إلى اتفاق كافة الآراء العلمية.