*يأتي دور التأمين من الحريق في الظهور عبر التاريخ بعد التأمين البحري، فلقد نشأ بصورة بدائية بظهور أرباب الحِرف في بريطانيا واو اسط أوربا وذلك في القرنين السادس عشر والسابع عشر حيث كانت تُجمع المبالغ منهم وتُودع في صندوق نقابة أصحاب الحِرفة ليعوض منها من تحترق ممتلكاته Property، علماً بأن حصيلة هذا الصندوق لم تكن قاصرة على الصرف عن أضرار وخسائر الحريق فقط بل كانت تُصرف أيضاً لأغراض أخرى.

*وفي عام 1638 ظهر في بريطانيا شخص طلب الإذن من الحكومة ليقوم بجمع مبلغ بسيط عن كل دار لا يزيد إيجارها على العشرين جنيهاً في العام نظير تعهده بإعادة بناء الدار إذا ما احترقت. إلا إن هذا الشخص قد فشل في عمله وأفلس.

*ولقد زاد الاهتمام بالتأمين من الحريق في إنكلترا كثيراً في أعقاب حريق لندن المروع الذي حدث في يوم الجُمعة الثاني من أيلول عام 1666 والذي استمر أربعة أيام بلياليها وأتي على 85% ( بالمائة ) من مباني المدينة كما دمر ممتلكات طائلة. وفشل العديد في عمل مكاتب للتأمين، إلا أن هناك جمعيات وشركة تم تأسيسهم ومنه جمعية تُسمى جمعية الصداقة Friendly Society وجمعية أخرى Hand In Hand Society  في عام 1696 وشركة الشمس في عام 1708، ونجحوا في الاهتمام بتأمين خطر الحريق لكل كان له أسلوبه في الحماية من هذا الخطر تأمينياً، وكذلك للثورة الصناعية الأثر الكبير في تطوير التأمين من الحريق.

*وفي عام 1900 ظهرت الحاجة الشديدة إلى وجود أنواع أخرى من التأمين مُكملة للتأمين من الحريق ولبت الشركات هذه الحاجة فوجد التأمين على خسارة الأرباح وخسارة الإيجار الناتجين عن الحريق، ووجد التأمين ضد الأخطار الطبيعية كالفيضانات والزلازل والعواصف والأخطار الاجتماعية كالاضطرابات وأخطار أخرى كانفجار أنابيب المياه وغيرها.